شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية
ذكر الجنة والنار
...............................................................................
ثم يقول:
والنـار يصلاهـا الشقي لحكمـة | وكـذا التّقي إلى الجنـان سيدخـل |
ويقول الله تعالى: رسم> يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ قرآن> رسم> يصلونها يعني: هذه النار ويخبر تعالى بأنها رسم> عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ قرآن> رسم> .
النار موقدة في قوله تعالى: رسم> وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ قرآن> رسم> وصفها بأنها الموقدة، ووصفها بأنها تلظى: رسم> فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى قرآن> رسم> يعني تتقد اتقادا شديدا رسم> لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى قرآن> رسم> النار: هي العذاب الذي أعده الله تعالى لمن كفر به، ولمن خرج عن طاعته أنه يعذبهم بهذه النار، ووصفت بأنها نار حامية، نار تلظى نار موقدة، وأنهم يعذبون فيها، ويُتركون يقول الله فيهم: رسم> كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا قرآن> رسم> ويقول تعالى: رسم> وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا قرآن> رسم> كلما خبت يعني: طفئت أوقد عليها.
ذكر في بعض الأحاديث رسم> أنه أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى احمرت، ثم أوقد علها ألف سنة حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة نهارها كليلها رسم> .
ورد أنه-صلى الله عليه وسلم- قال: رسم> ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم؛ فقالوا: يا رسول الله: إن كانت لكافية متن_ح> رسم> أي من شدة حرها تشاهدون هذه النار إذا أوقدت، واشتعلت، وألقي فيها حيوان مات بسرعة أيا كان كبيرا، أو صغيرا لو ألقي فيها فيل أو جمل لمات في لحظات، فكيف إذا كانت مثلها سبعين مرة؟ .
يقول: رسم> فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها متن_ح> رسم> أي: مثل حر النار تسعة وستين جزءا، فالنار يصلاها الشقي: يعني الأشقياء الذين حكم الله تعالى عليهم بأنهم من أهل الشقاوة.
وأما المؤمنون فإنهم منَّ الله عليهم بأنهم يدخلون الجنة سيدخلونها كما أخبر تعالى، الجنة: دار نعيم قال تعالى: رسم> إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ قرآن> رسم> فالجنة دار النعيم، والنار دار الجحيم.
ورد في حديث رسم> أن الله قال للنار: أنت عذابي أعذب بك من أشاء، وقال للجنة: أنت نعيمي وأنعِّم بك من أشاء ولكل واحدة منكما ملؤها متن_ح> رسم> يقول للجنة: أرحم بك من أشاء، وللنار أنت عذابي أعذب بك من أشاء ولكل واحدة منكما ملؤها.
فأما الجنة فإن الله ينشئ الله لها خلقا، يبقى فيها أماكن فينشئ الله لها خلقا، ويدخلهم الجنة، وأما النار فيقول في الحديث: رسم> لا تزال جهنم يلقى فيها وهي تذكر هل من مزيد متن_ح> رسم> يعني هل هناك زيادة حتى يضع رب العزة فيها قدمه فيلجأ بعضها على بعض فتقول: قط قط يعني امتلأت، وإلا فإنه لا يعلم قدرها وسعتها إلا الله تعالى، هذه نهاية كل الخلق بعد البعث.
مسألة>